الأربعاء، 8 يناير 2014



ويسألونك فمن خلق الله


بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
....................
الحديث الشريف للامامين البخاري ومسلم رحمهم الله :عن ابي هريرة عن انس ابن مالك رضي الله عنهما.ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(
ياتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا وكذا وفي رواية عند مسلم من خلق السماوات والارض فيقول العبد المسؤل اي الموسوس له الله فيقول الشيطان لعنة الله عليه: فمن خلق الله فقال عليه الصلاة والسلام فمن وجد ذلك فلينتهي. فليمسك
هذا السؤال الابليسي الذي يلقيه الشيطان الملعون لا احسب ان احداً افلت منه من كبير او صغير او مؤمن او كافر من متعلم او جاهل هذا السؤال يدور في ذهن كل احد اذ قال ياتي الشيطان احدكم وهذا السؤال يظنه بعض الناس اخطر سؤال على الاطلاق وهو بلا شك خطير ولكن ان يكون اخطرها هذا محل بحثاً هو خطير لانه القى بجماعة من كبار المفكرين والفلاسفة في مهاوي النفي والالحاد الفيلسوف الانجليزي الشهير هربرت سبنسر في كتابه المبادئ الاولى يرى ان طريقة المتدينين ملاحدة ومتدينين بالمعنى المعروف ويسمي الحميع هذا متدين بالنفي وهذا متدين بالاثبات هكذا سماهم يرى ان طريقة التدينين ملاحدة ومتألهين ليست تجدي شيء لانها تنتهي الى نقطة لا تشكل تفسيرا ولا تعليلاً يقول سبنسر فلملحد يقف في النهاية عند المادة يراها علة ذاتها فقال هذا لا يفسر شيء غير صحيح مادة ازلية لا بداية لها وهي علة نفسها ولا تفسر شيء والمؤله المؤمن بالله تبارك وتعالى يقف في نهاية المطاف عند الله المفروض خالقا ومبدعا وصانعا لهذا الوجود ويراه علة ذاته وهذا لايفسر شيء لان قانون العلية يطلب لكل معلول علة فكيف يقال ان المادة معولة وهي علة ذاتها وكيف يقال الله عز وجل علة لكل شيء ولا علة له هذا ما قاله سبنسر هذا الايراد اوره من قبل الفيلسوف الالماني إيمانويل كانت صاحب نقد العقل المحض كما اخذ به فلاسفة كثيرون والفيلسوف البريطاني برتراند رسل في كتيبه الشهير لماذا لست مسيحيا يقول كنت مقتنعا في البداية ببرهان العلة الغائية او ما يعرف ببرهان النظم او ما يعرف ببرهان التصميم (design argument) يقول كنت معتقدا بهذا حتى بلغت 18 من عمري فوقعت على هذه العبارة الفيلسوف الانجليزي جون ستيوارت مل في كتابه السيرة الذاتية (out fugraphic) يقول فيها كان ابي الفيلسوف النفعي جون مل كان يردد سؤال من خلق الانسان من خلقني لا معنى له وان هذا السؤال سؤال فراغ لا معنى له من جهة فلسفية ومنطقية ليس له معنى لان الجواب العتيد والمطروق عنه الله قال وهنا بسذاجة طفل يثور سؤال حتى الطفل يساله وليس الفيلسوف الكبير فمن خلق الله انت تقول الله خلقني فلا جواب اذا لا خالق يقول الفيلسوف برنارد راسل ولما وقعت على هذه الجملة كففت عن قناعتي الاولى وصرت ملحدا ولا ازال الى اليوم ملحدا مقتنعا بغباء هذا الجواب اذا دليل التصميم ودليل النظام ودليل العلة الالغائية دليل غبي متهافت طفولي ساذج وهذا السؤال نفسه الذي اشار اليه عليه الصلاة والسلام يتردد باستمرار انه مشغلة لكبار الفلاسفة كما انه محارة للعوام وعموم المثقفين يجلب لهم الحيرة والتردد والتشكك فالعوام ظنا بايمانهم يكعون وينقصون يكبتون هذا السؤال يهربون منه ويفرون اما الذين يواجهونه فمن عائد ايمان وثيق ومن ظافر الخيبة والخسران النفي والحيرة والتشكك والتردد على اختلاف الناس وهو سؤال خطير لاشك فكيف الجواب عنه فلجواب سيكون مسهبا ونوعا من التطواف في قضايا علمية وقضايا فلسفية وهذا الجواب لازدياد المد الالحادي في العالم العربي
ازلية المادة الان في منطق العلم اسطورة من اساطير الاولين لانها ظلت حية الي بداية القرن العشرين اسطور عرفت ودرست ولم تعد
مقبولة فكيف تكون المادة ازلية مستحيل في القانون الثاني للدينامكية الحرارية في "الثيرموداينامكس" وهذا القانون ينص على ان الحرارة في الكون تنتقل من اجسام ساخنة الى الاجسام الباردة وهذا القانون يقتضي انه في عملية انتقال الحرارة على هذا النحو او على هذا الشكل دائما الطاقة المتاحة حين تدخل في عملية التحول الحراري لان الكون في النهاية سيصل الى نقطة "الثيرموداينامكس" وهي النقطة المعروفة بالموت الحراري الكون سيموت حرارياً وهي النقطة المعروفة بنقطة الانطولوجيا العظمى الاقصوية يعني نقطة فوضى مطلقة هائلة اي ان تبلغ نقطة حرارة الكون الصفرة المطلقة وهو الصفر على تدريج كالفن وهي ناقص 273 وعند الصفر المطلق كل شيء يتوقف حركات الجزيئات والذرات اي تنتهي الحياة تنتهي العمليات الكيماوية وينتهي الوجود ولو كان الكون ازليا ولا بداية له في الماضي كان بلغ الكون التموت الحراري من بلايين السنين ولا ما وجدنا الى اليوم للتحدث عن التموت الحراري اي ان الكون مخلوق من 13،7 مليون سنة وهذا تقدير دقيق جدا عن تجارب علمية دقيقة جدا حتى الكيمياء الجولوجية التي تقدر اعمار الاشياء الاتية الينا من الاجرام السماوية البعيدة اجزاء من شهب ونيازك ولو كان الكون ازلياً لما وجدنا التحلل الاشعاعي ومعظم علماء الكوزمولوجية يقرون اليوم بان الكون له بداية فالعلم الذي ابطل هذا الاعتقاد.
الفلاسفة العقليون بحثوا من قديم في هذه المسألة بذكاء فلم ينتظرو ان ياتي (كانت وسبنسر وجون سبارتن بل وجان بول سارتر) من قديم لكنهم بحثوها وبذكاء شديد وبتجريد عقلي يشهد بجبروت هذا العقل الموحد قالو ان المسألة ليس ابي وامي عللة بل شروط معدة والعلم يثبت كيف يصل الماء الى اعالي الشجر (الضغط الاسموزي) يشرح لك العلم ذلك وكيف تكون اوراق الاشجار الطاقة والغذاء والتمثيل الضوئي مسألة معقدة جداً في علم (الميتافيزيقا) ولكي نكون دقيقين في العلم والفهم منهجياً لان العلم يعنى ويتعاطى ويباشر القضايا القابلة للرصد والتجريب من حيث اتى اي موضوع العللة العلم يراه وموضوع المعلول العلم يراه لكن موضوع العللية وسر الاجتياج ومناط احتياج المعلول الى عللته قضايا غير موجودة في ساحة الخارج فالموجود حرارة وماء وغليان العلم يبحث في هذه المسألة ولكن ليس موجود الاحتياج وميلاك او مناط او سر او سبب احتياج المعلول الى عللته غير موجود اي ان حقيقة العللية فلسفياً غير موجودة في الخارج وما ميلاك وما سر وما مناط وما سبب احتياج المعلول الى علته العلم يقول هذه مسائل لا افهمها لا علاقة لي بها
وما عالمنا هذا الى واحد من تشكيلة لا نهائية وكلما اردنا ان نصل الى اجوبة نهائية بصدد خلق الوجود ونشاءة الكون انجررنا وتورطنا في اللانهاية عندما نتكلم كعلم كفيزياء كونية وهي باعتبار البساطة العلمية او ما يعرف بكام زريزر وهذه المنهجية العلمية تقول اذا امكن تفسير اي شيء بمدأ الخطوة الواحدة فلا يستطيع ان يفسر بخطوتين وقال مئات من علماء الفيزياء الكونية في القرن العشرين والواحد وعشرين .. ايهما ابسط ان تؤمن بلانهائي واحد كلي القدرة والعلم والحكمة والخلق اسمه (الله) او تؤمن باكوان لا نهائية متعددة في منتهى التعقيد كما قال علماء الفيزياء الكونية في هذه النظرية وان الله هو ابسط بكثير من نظرية الاكوان الانهائية المتعددة اي انها منتهى التعقيد هذه النظرية وهي مرفوضة كفرضية وان الله خالق الكون هو اعظم بكثير من نظرية اكوان لا متناهية متعددة متعايشة حتى لايخدع الناس بالعلم
ولان التجريب لا يمكن ان يقطع بقول في هذه المسألة في الحاق الخارج ليس هو جوهر العللية وليس هو ضرورة العللية او امكان العللية وليس هو ميلاك الاحتياج ما في الخارج عللة ومعلول هنا العلم يتحدث وليس التجربة الفلسفة الميتافيزيقية الزائفة قاعدة مشلولة جامدة ومن ناحية فلسفية ان صح ان نجعل صرف الموجودية ومحض الشيئية ميلاكاً لشيء ماعساه ان يكون هذا الشيء الاستغناء وليس الاحتياج لانه موجود لانه شيء بما هو شيء لا بحيثيات اخرى لموجوديته وهذا خلط وخبط فلسفي
قال بعض الفلاسفة الماركسيين ميلاك احتياج المعلولات الى عللها صرف الموجودية ومحض الشيئية كل شيء كشيء محتاج كل موجود كموجود محتاج وان المادة لا تستحدث من العدم لا ينتج شيء من لاشيء اي ان المادييون امنو بالعللية ولا ينتج شيء من لاشيء وما من شيء عللة ذاته اي ان الله عللة ذاته هذا تصوير خاطئ في علم اللاهوت وعلم العقائد لان الله عللة غيره وانهم اثبتو ذلك باسلوب الاستقراء (Induction) وجدو ان كل الاشياء تحتاج الى اسباب وعلل فطردو الحكم اي عممو وان كل شيء بما هو شيء بما هو موجود وان هؤلاء المؤلهة المؤمنون بالله تعالى انهم يؤمنون بالصدفة لان الصدفة هي وجود وان يحصل ويقع موجود نسبته الى العدم والوجود متساوية فيوجد بلا سبب اي ان الله موجود بالصدفة وهذه حماقة وليست فلسفة
قال فريد هويل في نظرية الحقل التخليقي (Synthetic field) وكلها مسائل خيالية افتراضية انه يعمل على اناج وتخليق جسيمات المادة وبالتالي الكون يتسع باستمرار لتعويض الكثافة الناقصة تخلق مادة باستمرار الكون وسطيا في كل مكان في كل لحظاته عبر الزمان هو هو لايتغير وهذه النظرية مكثت عشرة سنوات ضد نظرية الانفجار الكبير (big bang) ثم انتهت عام 1965 عندما اكتشف العلماء اشعاع الخلفية الكونية (cosmic background radiation) ان في التسعينيات ارسلو مكوك فضاء اسمه (cobe) وهو اختصار لكلمة (cosmic background radiation explorer) مستكشف اشعاع الخلفية الكونية بان هذا الاشعاع وهذا الكون كله الفراغ الكوني الفسيح يسبح في اشعاع بارد جداً درجة حرارته قريبة من الصفر المطلق اي ناقص (270) اي اعلى من الصفر المطلق فقط بثلاث درجات ولو كان اقل بثلاث درجات يتموت هذا الكون حرارياً وقال العلماء ان هذا من مخلفات الانفجار الكبير واخذ العالم بانزياس وويلسون جائزة نوبل لعملهما على نظرية اشعاع الخلفية الكونية ونظرية الشواش والعلاقه مع موجات اليوت (Chaos Theory) وهي احدث مغامرات العلم الحديث وهنا ثبتت نظرية الانفجار الكبير .
يقول العلماء يبدو ان هناك توافق دقيق جدا بين الشروط البدئية اي الشروط الغير معطاة بطريقة نفهمها وجدت هكذا خام من اوجدها لا نعرف هناك قوانين وفق هذه القوانين تم التوليف بين القانون والشروط البدئية لينتج لنا الوجود كما نعرفه اليوم من الذي قام بهذه التوليفة بعض العلماء اقترحو ان هذه القوانين وجدت بوجود الكون مع الانفجار العظيم وهذا غير صحيح لانها لو كانت كذلك لعجزت عن احداث التوليفة المطلوبة لما وجد هذا الكون الذي نرصده كون من الاهوال مجرد ثقوب مصطنعة الانطلوبيا فيها اقصوية ليس كون متناغم ووجدت فيه حياة اي ان الله يقول لهم اصنعو كونكم بطريقة اخرى ليس بطريقتي

7/4/2012
تحرير فريق مفرغي خطب الدكتور عدنان ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق